June 3 2006

خارج الجسد’: ولادة الحياة برغم كل شيء’

خارج الجسد
أوّل ما شدّني لهذه الرواية كان اسم الكاتبة: عفاف البطاينة. لم أكن قد سمعت باسم هذه الكاتبة الأردنية سابقا. قرأت خلاصة القصة على الغلاف وقرّرت شراءها. لفت انتباهي أنّ الرواية غير متوفّرة في أي ركن أردني مشارك في معرض الكتاب وأنّها لاتباع إلاّ في هذا الركن اللبناني، وعندما دقّقت النظر لاحظت أنّ دارالنشر التي تولّت طبعها Ùˆ توزيعها هي أيضا لبنانية Ùˆ ليست أردنية. ولكن بعد لحظات جاءني البائع وأوضح لي أنّ هذه الرواية منع نشرها في الأردن…بعد قراءتي للرواية فهمت ما قد يكون تسبب في منعها. فالكاتبة ناقشت أكثر المواضيع حساسية بالنسبة للعرب بشكل عام في قصة أبطالها من المجتمع الأردني، ممّا قد اعتبر على الأرجح فضحا لهدا المجتمع.
فقد انتقدت البطاينة المجتمع الذكوري الذي لا يرحم المرأة، وكتبت عن جرائم الشرف، وحقوق الإنسان و المرأة، والفهم الخاطيء للدّين، والفقر، والجهل، اليأس والأمل، الزواج، العنف، الظلم، التفكك الأسري،، الخيانة والغدر، الهجرة واختلاف الحضارات؛ حتّى الشعوذة والخزعبلات تطرّقت إليها.
وأخيرا وليس آخرا: الحرية وحقّ الاختيار. هذا عدا عن اللغة الجريئة في الحوار وسرد التفاصيل فيما يخص العلاقات الزوجية والحميمة.
ليس من المعروف إن كانت هذه الرواية تجسيدا لسيرة الكاتبة الذاتية أو أنها مستوحاة من واقع المجتمع الذي عاشت فيه، ولكن بغض النظر عن مصدر هذه القصة، فهي بحق تعبر عن أغلب المجتمعات العربية. فللأسف الشديد تعتبر مجتمعاتنا مريضة حتى الآن من ناحية فهمها للدين و تعريفها للشرف و اعترافها بالخطأ.أسلوب الكاتبة متمكن،اللغة قوية مؤثرة، الجرأة واضحة، المفردات منتقاة، وأسلوب السرد، وإن كان قد أربكني قليلا في البداية ، إلاّ أنّه شيق ومثير.
انتهيت من قراءة الرواية قبل حوالي الأسبوعين، ومنذ ذلك الحين وأنا أفكر في هذه الدنيا التي تقدم الكثير لبعضنا عل طبق من فضة و تفرش لهم الطريق بالورود، و التي في الوقت ذاته تحرم الكثيرين من أبسط الحقوق.
فكرت كثيرا في هؤلاء المحرومين الذين يلتقون المحظوظين كل يوم في المدارس Ùˆ الجامعات والوظائف والمحلات، Ùˆ حاولت الدخول إلى عقولهم والتكهن بما يمكن أن يكونوا يفكرون: الحسد، الحقد، الغيرة، الخوف، الطمأنينة، الإصرار، الإعجاب…لم أستطع الإجابة ولكن شيء واحد تأكدت منه، وهو أن الدنيا مليئة بالمشاكل، مرّها أقوى من حلوها للكثيرين، وعلينا تقدير أبسط الأشياء التي منّ بها اللّه علينا، لأنّ غيرنا محروم حتى من أبسط الأشياء…


Copyright 2018. All rights reserved.

Posted June 3, 2006 by Eman Abukhadra in category "Arab Societies", "Art & Literature", "Jordan", "Posts in Arabic", "Women

2 COMMENTS :

  1. By khadija on

    I don’t know Afaf AlBatania but I loved the title of the book. I’ll try to find it because I thought it must be so interesting.
    I liked ur conclusion! this is what books must do: stir feelings and shake emotions.

  2. By Eman (Post author) on

    Dear Khadija, thanks for your comment. The book is really interesting, very exciting story that moves so many emotions in your heart. I hope you’ll be able to read it.

Comments are closed.